القاهرة (د ب أ)

بمباراة خارج نطاق التوقعات، يسدل المنتخبان الجزائري والسنغالي الستار على نسخة حافلة بالإثارة من بطولات كأس الأمم الأفريقية، حيث يلتقي الفريقان على استاد القاهرة الدولي في المباراة النهائية للنسخة المصرية.
وتتجه أنظار الملايين من عشاق الساحرة المستديرة صوب استاد القاهرة، لمتابعة فصل النهاية في رواية مثيرة عن فنون الكرة، حيث تختتم فعاليات هذه النسخة بمواجهة بين الفريقين الأفضل في القارة السوداء.
وبعد ثلاثة أسابيع من مباراتهما في الدور الأول التي انتهت لصالح المنتخب الجزائري بهدف، سيكون الفريقان على موعد مع مواجهة من العيار الثقيل، حيث تحسم المباراة الصراع على لقب كبير وتاريخي في بطولات الأمم الأفريقية.
ويتطلع المنتخب الجزائري إلى الفوز بلقبه الثاني في البطولة، بعد 29 عاماً من تتويجه بلقبه الوحيد 1990 على أرضه وبين جماهيره.
ويخوض المنتخب الجزائري «محاربو الصحراء» النهائي للمرة الثالثة، حيث سبق له أن خسر أمام نظيره النيجيري في نهائي نسخة 1980.
وفي المقابل، يتطلع المنتخب السنغالي إلى الفوز بباكورة ألقابه الأفريقية، حيث كان أفضل إنجاز سابق للفريق هو إحراز المركز الثاني، عندما خسر أمام نظيره الكاميروني بركلات الترجيح في المباراة النهائية لنسخة 2002 بمالي.
ويمثل لاعبو الفريق الجزائري ثعالب الصحراء جيلاً ذهبياً جديداً للخضر، وهو ما يسعى الفريق إلى تأكيده بإحراز اللقب، مثلما نجح جيل 1990 بقيادة الأسطورة رابح ماجر.
وفي الوقت نفسه، يتطلع المنتخب السنغالي «أسود التيرانجا»، إلى استغلال الجيل الذهبي الجديد له لإحراز لقب طال انتظاره، حيث كان الفريق في العديد من نسخ البطولة مرشحاً باللقب لكن الحظ عانده أكثر من مرة خاصة في 2002 .
وعلى عكس الترشيحات المتوسطة التي رافقت المنتخب الجزائري إلى هذه البطولة، حظي المنتخب السنغالي بترشيحات قوية قبل بداية هذه النسخة، كونه المصنف الأول أفريقيا، حيث يتصدر قائمة المنتخبات الأفريقية في تصنيف الاتحاد الدولي للعبة «فيفا».
ويسعى أسود التيرانجا إلى منح مدربهم الوطني أليو سيسيه لقب طال انتظاره، حيث كان سيسيه قائداً للفريق الذي خسر بركلات الترجيح نهائي 2002، وكان واحداً من ثلاثة لاعبين أهدروا ركلات الترجيح للسنغال.
ويأمل سيسيه بشدة في تعويض هذا الإخفاق بعد مرور 17 عاماً. حيث تولى تدريب أسود التيرانجا في 2015، بعدما عمل مدرباً مساعداً للفريق لمدة عامين.
وذلك على عكس بلماضي، الذي تولى مسؤولية المنتخب الجزائري قبل 11 شهراً فقط وبالتحديد في مطلع أغسطس 2018.
ويتميز سيسيه بعلاقته الرائعة باللاعبين وهو ما ساعده على إقناع اللاعب كاليدو كوليبالي مدافع نابولي الإيطالي باللعب للسنغال بدلاً من فرنسا.
ويتصدر محرز وماني قائمة هدافي الفريقين في البطولة برصيد 3 أهداف لكل منهما.
ولكن أبرز هذه الأهداف كان لمحرز في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع في مباراة المربع الذهبي التي فاز فيها المنتخب الجزائري على نظيره النيجيري 2 /‏‏‏ 1. وقال محرز: «قدمنا مستويات رائعة في هذه البطولة... سجلنا 12 هدفاً واستقبلت شباكنا هدفين فقط... المباراة أمام نيجيريا منحتنا ثقة كبيرة ستفيدنا في النهائي... نستطيع الفوز باللقب».
وما يضاعف من ثقة الخضر في المباراة، أن تاريخ مواجهات الفريقين في البطولة يشهد على تفوق واضح لمحاربي الصحراء، الذين حققوا الفوز في ثلاث مباريات مقابل تعادل واحد في المباريات الأربع السابقة بينهما في بطولات كأس الأمم. وكانت أحدث هذه المباريات الأربعة في الدور الأول للبطولة الحالية.
وقال محرز : «واجهنا المنتخب السنغالي في دور المجموعات ونعلم أنه فريق رائع... سيكون النهائي صعباً... ولكننا نعلم نقاط القوة والضعف في المنتخب السنغالي وسنقدم مباراة جيدة أمامهم».
وفيما تبدو صفوف المنتخب الجزائري مكتملة، سيفتقد أسود التيرانجا جهود أحد أهم العناصر وهو كاليدو كوليبالي للإيقاف بسبب الإنذارات، حيث نال إنذاره الثاني في البطولة خلال لقاء تونس بالمربع الذهبي.

السيسي يتوج البطل
أعلنت اللجنة المنظمة للبطولة، أنها وجهت دعوة رسمية إلى الرئيس الجزائري المؤقت عبد القادر بن صالح، والرئيس السنغالي ماكي سال، لحضور المباراة النهائية والمشاركة في مراسم حفل التتويج، مؤكدة أن رئيسي الجزائر والسنغال أكدا حضورهما. وكشفت اللجنة المنظمة عن أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، سيكون على رأس الحضور للنهائي، وسيتواجد في حفل الختام والمباراة النهائية، وسيلقي كلمة قبل الحفل للتعبير عن فخره بما حدث من إنجاز وتنظيم، وللتأكيد على اعتزاز مصر بالقارة الأفريقية. وينتظر أن يشارك السيسي في مراسم توزيع الميداليات عقب نهاية اللقاء، على أن يسلم كأس البطولة، لقائد المنتخب المتوج باللقب، بعدما سبق وحضر الرئيس المصري حفل الافتتاح والمباراة الأولى بين مصر وزيمبابوي، الشهر الماضي.
اللجنة كشفت عن أن السويسري جياني إنفانتيو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، فيفا، سيحضر إلى جانب الرئيس السيسي بالمقصورة الرئاسية، بعدما حضر مؤخراً للقاهرة، وكذلك الملغاشي أحمد أحمد رئيس الاتحاد الأفريقي، والدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء المصري، والدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، وكذلك المهندس هاني أبو ريدة، رئيس اللجنة المنظمة للبطولة القارية.

الهدوء.. سلاح التتويج
أتوقع أن يتوج المنتخب الجزائري بطلاً لكأس الأمم، بفضل الهدوء الذي يميز لاعبي «محاربي الصحراء»، بجانب القيادة الفنية المتميزة من جانب جمال بلماضي، والذي يتفوق في النواحي الفنية على السنغالي أليو سيسيه، مدرب أسود التيرانجا، ولكن تبقى فرص تتويج أي من المنتخبين باللقب متساوية تماماً.
مع الوضع بالاعتبار أن فوز الجزائر في دور المجموعات بهدف البلايلي، لا يعني أن الفريق سيفوز مرة أخرى في النهائي، ولكن المواجهة ستكون غاية في الصعوبة، لأن السنغال تعلم من أخطاء اللقاء الأول، وسيعمل على تلافيها، ولذا يجب على جمال بلماضي ولاعبيه الحذر الشديد من قوة الفريق السنغالي، وهجومه الكاسح بقيادة النجم ساديو ماني، مع فرض رقابة لصيقة على نجم ليفربول لإزعاجه باستمرار.
من المؤكد أن غياب كاليدو كوليبالي نجم دفاع السنغال ولاعب نابولي، سيكون نقطة إيجابية في مصلحة هجوم الجزائر، خاصة بغداد بونجاح ومن خلفه البلايلي ورياض محرز، خاصة وأن كوليبالي هو أحد أفضل مدافعي العالم حالياً، ويجب استغلال غيابه وضرب دفاع السنغال بالكرات العرضية من الجانبين، واستغلال مهارة بونجاح في تسديد ضربات الرأس، لتحقيق الهدف الرئيس، وإضافة النجمة الثانية للقميص الجزائري. الهدوء سيكون هو أهم سلاح لتحقيق الفوز، والفريق الأكثر هدوءاً سيكون هو البطل في النهاية، لأن لقاءات النهائي تحتاج للهدوء والخبرة، كما أن الفريق المبادر أولاً بالهجوم والتسجيل سيكون اللقب من نصيبه، خاصة وأن التعويض في مواجهات النهائي تكون غاية في الصعوبة، وأتوقع أن يكون الجزائر بطل النسخة 32 من كأس أفريقيا.
مشوار الفريقين في الكان، يمنح الفريق الجزائري التفوق والأحقية، بعدما قدم أفضل أداء ممكن، ولم يخسر أي مباراة في طريقه للنهائي، ويمتلك أقوى خط هجوم وأفضل دفاع، ولكن كل هذا لا يعني شيئا على أرض الملعب، لأن صاحب المبادرة والأهدأ سيتوج باللقب في النهاية، ويجب على الجزائر نسيان نتيجة مباراة دور المجموعات والفوز في اللقاء الأول، وعدم الاستهانة بالخصم الذي يمتلك أسلحة هجومية قاتلة.
غياب يوسف عطال نجم دفاع الجزائر ولاعب نابولي الإيطالي، يعتبر ضربة موجعة لبلماضي وفريقه، ولكن في النهاية، يجب أن ينظر اللاعبون إلى أنه لا يتبقى سوى 90 دقيقة، ويعود الفريق بكأس البطولة إلى الجزائر بعد 29 سنة، وعليهم التركيز والتعامل بحذر شديد.

نيانت يدير النهائي
فاجأ الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، «كاف»، الجميع وقرر تغيير حكم مباراة النهائي بإسناده المهمة للحكم الكاميروني أليوم نيانت، بدلاً من الجنوب أفريقي فيكتور جوميز، والذي أعلن عن توليه المهمة في وقت سابق، في قرار فاجأ متابعي البطولة.
وقرر الكاف، أن يعاون نيانت في إدارة النهائي، مواطناه ايفارست مينكواندي والفيس نجيجو، ومعهما المساعد الثالث السوداني وليد علي والحكم الرابع البنيني إيريك أوتوجو كاستان.
ويمتلك المنتخب الجزائري سجلاً حافلاً مع اليوم نيانت، حيث لم يسبق للفريق الخسارة في أي مباراة أدارها الحكم الكاميروني، وسبق للمحاربين أن حقق معه فوزاً كاسحاً على تنزانيا بسباعية.

دنيا سمير غانم تغني «وادينا النهاردة»
يشهد استاد القاهرة الدولي ختاماً بسيطاً للبطولة، حيث يستغرق ووفقاً للوائح 8 دقائق فقط، ويسبق دخول المنتخبين لإجراء عمليات الإحماء، استعداداً لخوض المباراة النهائية.
وتحيي الفنانة المصرية، دنيا سمير غانم، الحفل، حيث ستغني أغنية بعنوان «وادينا النهاردة» أمام حضور المباراة النهائية، وهي من كلمات الشاعر أمير طعيمة، وألحان هشام جمال وتوزيع مادي، ومهندس الصوت بيشوي مجدي.
وتحمل الأغنية التي تغنيها الفنانة، رسالة لشعوب أفريقيا، عن أن مصر نجحت في استضافة واحدة من أنجح النسخ في تاريخ «كان»، رغم ضيق الوقت والتحضير خلال مدة 4 أشهر فقط، وتقول بعض كلماتها: «وادينا النهاردة عملنا اللي قالوا عنه مستحيل.. وأدينا النهاردة هنبني حلم لبكرة ولجيل بعد جيل».
ويتخلل الأغنية التي تغنيها دينا سمير غانم، مجموعة من الاستعراضات الغنائية والراقصة، مع استخدام مبهر للأضواء كما حدث في حفل الافتتاح، إضافة إلى إطلاق الألعاب النارية، وكذلك مع مراسم حفل تتويج المنتخب الفائز باللقب، وإضاءة سماء القاهرة بالأضواء والألعاب النارية.
وشارك الفنان المصري، حكيم في إحياء حفل افتتاح البطولة القارية يوم 21 يونيو الماضي، والذي أبهر العالم أجمع، واعتبره الاتحاد الأفريقي، أفضل حفل افتتاح في تاريخ النهائيات منذ انطلاقها عام 1957.